فضاء حر

الحوار مفرغا من الحوار

يمنات

على طاولة حوار التقى القتلة والجلادين وغابت المشكلة ،وتوارت عنه النخب الثقافية واعتزلته ابرزالقيادات الشابة التي افرزتها الثورة وحالت بينه وبين الاكاديمين واساتذة الجامعات جدران الامية والانتهازية وانانية الاسر السياسية الجشعة .

حوار أطلقته قوى الحراك الرئيسية للقضية الام (القضية الجنوبية ) وقاطعته المعارضة في الخارج وتقيئت في وجهه اسر الضحايا وشككت مناطق الغبن التاريخي في جديته وبال ابرز الناشطين الشباب في وجهه الكلمات الزلقة .



حوار بدأ للوهلة الاولى معاقا جغرافيا وديمغرافيا أغلب المشتركين فيه هم فرسان الصراعات السابقة وجنودهم في الجهاز البيروقراطي وحلفائهم المشائخ وابنائهم المؤتزرون بالمدنية وهواة الحقوق والحريات الممولين من مراكز النفوذ وملحقاتها .

حوار اختصر التنوع الثقافي بين المتخاصمين الاخوان والحوثي واختزل الامتداد الجغرافي لخارطة الجمهورية اليمنية في ابين وحاشد وشخصن المجتمع في المؤتمر والمشترك .

حوار عزز من ثقافة الحرب والمنتصر وانتقص من مشاعر الثوار وذوي الضحايا فالقتلة والمتهمين لا يذهبون الى المحاكم وانما يحصلون على الاتاوات والمناصب الرفيعه .



حوار افتقرالى المعيارية منذ ولادته الاولى وحتى اطوار انعقاده وغابت عن دهاليزه الشفافية وقولبت الجمل الخبرية في قوالب سياساته الاعلامية المرسومة سلفا وزامنته سياسات ترويع المواطن ومحاولات تركيعه مستمرة عبر افتعال الازمات والاضرار بوسائل احتياجاته الاساسية .

حوار لا تفصل ابجدياته بين تاريخين ولم تسبق ولادته العدالة الانتقالية لا يزال يتدثر بعادات الماضي الباليات ويتزين بجماجم المستقبل الخاويات ،ضاهره رسم ملامح المستقبل وباطنه حفر الاساسات تمهيدا لاعادة بناء (النظام بمعايير عصرية ) وايجاد صيغ دستورية مسندة بالشرعية الثورية ففي الوقت الذي فشل العلم بأطالة عمر الانسان الا ان المبادرة نجحت في اطالة عمر النظام وجددت الالية خلاياه ومن المتوقع ان تنتهي العملية بالكهل يافعا فتيا او على الاقل يتوسمون .



حوار ليس فيه حوار سقوطه الحتمي لن يمثل مفاجئة على الاطلاق فقد اتى مثخنا بالسقوط القيمي مصابا بحمى الاسرية ومشوها بوخز المحاصصة الطاعونية. الطاولة يحتضر فكريا ووطنيا وانسانيا ولم ولن يفضي الى شيئ من اهداف الثورة وغدا لناظره قريب .

زر الذهاب إلى الأعلى